كلمة العميد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صفيه الأمين محمد بن عبدالله النبي العربي الأميّ الأمين ، وبعد
فإن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة لتنطلق في برامجها ومناشطها من منطلقات هذا الوطن المبارك لتقدم الواجب المناط بها بمحاوره الثلاثة : التعليم ، والبحث العلمي ، وخدمة المجتمع في ضوء السياسة العامة للتعليم ، واضعة نصب عينيها الرؤى والبرامج التي ترسم طريق النهضة والبناء ، وفي مقدمتها : رؤية 2030 ؛ التي استهلت بمقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – " : هدفي الأول أن تكون بلدنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة ، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك" وهذه الرؤية العميقة التي تقدم بها ولي عهد المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ، والمستهلة بقوله : "يسرني أن أقدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل" وهذا يعني أنها رؤية واقعية تنطلق إلى الطموح والمستقبل من منطلق الواقع والإمكانيات ، فهي رؤية تعتمد اعتمادا كليا على العلم والمعرفة ؛ إذ إن قيمة الأمة بقيمة آدابها وعلومها ومساهمتها في بناء الحضارة الإنسانية ، ولن يتحقق ذلك إلا بقيام الكلية بواجبها خير قيام مستفيدة من الإمكانات البشرية والمادية المتاحة لها في خدمة طلابها وطالباتها ، وعند النظر في بواعث التعليم والتعلم لدينا فإننا نسجل على رأسها: الباعث الديني العقدي ؛ فالإسلام بشريعته الإنسانية السمحة جاء بكل خير للبشرية ؛ قال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ المجادلة 11، وحتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم : )من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم ، ثم الباعث الوطني ؛ فلا يمكن لنا ن نرتقي بوطننا ونقف به بين الأمم الراقية والمتقدمة في المكان الذي نستحقه إلا بالعلم والمعرفة ، ولا يمكن أن نحمي دولتنا ونذود عن حياضها ومقدراتها إلا بالعلم والمعرفة ، ونحن في ذلك كله نسلك منهجا وسطا ؛ ينفتح على العالم بأسره ليستفيد من تجاربه وخبراته ، بوعي وإدراك يدله على الخير والمفيد لينهل منه ، ويبين له ما يجب الابتعاد عنه وتجنبه.
عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية
د. منصور بن سعيد أبو راس