كلمة مدير مركز الحاضنات وريادة الأعمال
تشهد المملكة العربية السعودية تحولات استراتيجية وقفزات نوعية شاملة في شتى المجالات، وعلى رأسها القطاعان الاقتصادي والاجتماعي، مدفوعة برؤية واضحة وطموح قياديٍّ استثنائي يعكس إيمان الدولة – حفظها الله – بالدور المركزي للشباب السعودي، باعتبارهم القوة المحركة للابتكار والنمو الاقتصادي. ونظرًا لأن الشباب يشكل نسبة تزيد على 70% من إجمالي السكان، فقد أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بتمكين هذه الفئة وإتاحة الفرص لهم لتحويل أفكارهم الإبداعية إلى مشروعات تجارية مستدامة تلبي احتياجات السوق المحلي، وذلك من خلال تعزيز منظومة ريادة الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وفي هذا السياق، يُعد الاقتصاد القائم على المعرفة إحدى الركائز الأساسية التي أثبتت التجارب العالمية والمحلية فعاليتها في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتعزيز الابتكار، وخلق فرص العمل الجديدة. وتأتي هذه الجهود ضمن إطار استراتيجي يهدف لزيادة مساهمة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى 35% من إجمالي الناتج المحلي بحلول عام 2030، تجسيدًا لرؤية المملكة الطموحة.
ومن جهة أخرى، تتميز منطقة الباحة بإمكانات اقتصادية واعدة، خاصة في مجالات الزراعة والسياحة والتعدين، ورغم صغر حجمها النسبي، فقد برهنت عبر تاريخها الاقتصادي الممتد على كونها حاضنة فعّالة لرواد الأعمال الذين ساهموا بدور محوري في تعزيز الاقتصاد الوطني. ولذلك أصبح تأسيس مركز متكامل يُعنى بدعم ريادة الأعمال والمشروعات الابتكارية في منطقة الباحة ضرورة استراتيجية ملحّة.
وتأكيدًا على أهمية الدور الريادي لجامعة الباحة في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، واستثمارًا لقدراتها البشرية المؤهلة وبنيتها التحتية المتميزة، تم تأسيس مركز الحاضنات وريادة الأعمال في الجامعة ليكون منصة داعمة لرواد الأعمال من الطلبة والخريجين وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحلي، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
عبدالعزيز بن محمد النفير
مدير مركز الحاضنات وريادة الأعمال
