كلمة معالي رئيس الجامعة
أ.د. عبدالله بن يحيى الحسين
للوقف دور فـي تحقيــق خيريــة الأمــة، فهــو مــن الإحســان المســتمر، فبالوقــف نشــأت مســاجد ومعاهــد للتعليــم إلــى المــدارس الجامعــة ثــم إلــى جامعــات عريقــة، وبــه تأسســت مستشــفيات للعــلاج المجانــي، وصيدليــات لتقديــم الــدواء بــلا مقابــل وبــه بنيــت منــازل، ووزعــت الصدقــات علــى الفقــراء والمحتاجيــن.
لقد ظل الوقف فاعلاً مئــات الســنين، وبقــي نظامــاً قويــاً وثابتــاً لإدارة الثــروات، نظراً لســهولة تطبيقــه ومرونــة المقاصــد التــي ينطلــق منهــا ويعمــل فــي خدمتهــا لــكل الشــرائح المجتمعيــة. وبقــي هــذا النظــام شــديد الارتباط بمختلــف جوانب الحياة الاجتماعيــة والاقتصادية والسياســية، إلــى جانب ارتباطــه الوثيق بالجوانــب الروحية والأخلاقية.
لذلك فالوقــف الإســلامي يعــد أحــد أهــم النظــم التــي أســهمت فــي تحقيــق المقاصــد العامــة للشــريعة، لمــا فيــه مــن حفــظ للضــرورات الخمــس.
وحيــن يصبــح الوقــف جزءاً مــن ثقافــة المجتمــع وحياتــه، ويتغلغــل فــي مظاهــر الحيــاة كافــة، ســيحظى - بــلا شــك - بالإبــداع والابتــكار والتجديــد، وحينمــا يكون الوقف مجــالاً للتنافــس فــي الخيــرات وتوفيــر الاحتياجــات لفئــات المجتمــع، فإننــا ســنقرأ إبداعــات وقفيــة سيســطرها التاريــخ بفخــر واعتــزاز.
وحينمــا نــرى الواقــف يأمــن علــى مالــه الــذي أوقفــه، ويضمــن حفظــه واســتمراره، فإننــا ســنرى أوقافــاً جديــدة تخفــف الأعبــاء عــن الدولــة، وتخــدم المجتمــع.
كلمة سعادة الأمين العام لأوقاف جامعة الباحة
د. هاني بن منصور آل عضيد
كان ولا يزال الوقف نهرا ثجاجا، وينبوعا لا يعرف النّضوب، يؤدي دوره في التنمية المجتمعية بكفاءة، وظل حينًا من الدهر مشاركًا حقيقيًا في الشهود الحضاري لأمتنا العربية والإسلامية، ومساهمًا فاعلاً في تعبيد طريق التنمية العلمية والمعرفية، لذلك فلا مناص من الإقرار بأهمية المشروع الوقفي، على تنوّع مشاربه، وتعدد أبوابه، ليبقى له دوره في قاطرة الحضارة لأي مجتمع، وبفرادة الوقف على البحث العلمي، والتعليم والتعلّم ومؤسساتها، واستثماراتها، بقصد تحقيق رسالتها بصورة منتظمة، ولكي تُسهم في تحقيق النهضة العلمية والتنموية.
ومن هنا، فإن الأمانة العامة لأوقاف جامعة الباحة هي جهة رائدة، تسعى للتميّز، وتدعم التكامل، وتُسهم بشكل أصيل في تنمية مجتمع الباحة، والمجتمع الوطني، تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ نحو التنمية المستدامة.
تسعى الأمانة العامة لأوقاف جامعة الباحة للتركيز على خدمة العلم والتعليم، وتطوير مهارات الشباب والشابات وتأهيلهم لسوق العمل، وكذلك تعزيز البحث العلمي والمنتجات البحثية باعتبار البحث أهم مرتكز للنهضة، وأهم المعايير لتقييم مستوى التطوّر لأي بلد، ولا غرابة إذا ما علمنا بأن رجال وسيدات الأعمال والشركات في المجتمعات المتقدمة يدعمون المؤسسات العلمية والبحثية ماديًا، ومعنويًا، وهو ما نطمح إليه في مجتمعنا من خلال مشاريع جامعة الباحة الوقفية.
إن الوقف على العلم والمعرفة، وتطوير مهارات الشباب والشابات، والبحث العلمي ومنتجاته، يُمثل الشغل الشاغل للأمانة العامة لأوقاف جامعة الباحة، وذلك لإيمان الجامعة بأن هذا يمثل المدخل الأهم والأصوب للتغيير المجتمعي الشامل، والإصلاح الحقيقي المنشود.
ومسك المختتم، التذكير بأن حكومتنا الرشيدة بالمملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التعليم وكذلك الهيئة العامة للأوقاف تدعم الأوقاف الجامعية والاستثمار فيها، حيث أنها أفضل وسيلة لدعم وخدمة العملية التعليمية بكامل نواحيها، بالإضافة إلى تطوير مهارات شباب وشابات الوطن، وكذلك تعزيز البحث العلمي والمنتجات البحثية، وتنميتها، واستثمارها، وتأمين تمويلها تمويلاً ذاتيًا بشكل دائم ومستمر، وبآلية تتسم بالفعالية، والديمومة، تنهض أساسًا من خلال المشاريع الوقفية المنبثقة من عقيدتنا، وشريعتنا، وولائنا لوطننا، والمشمولة بعواطفنا، ومشاعرنا، والساعية قصد تحقيق آمالنا في التقدم والرقيّ في دنيانا بتحقيق تطلعات ولاة أمورنا نحو التطوّر والازدهار المعرفي، وكذلك تحقيق الأجر والثواب من الله في أخرانا.