كلمة معالي رئيس الجامعة أ.د. عبدالله بن يحيى الحسين

بسم الله .. والحمدُ لله .. ونصلي ونسلم على رسولِ الله ..

صاحبَ السّمو الملكي الأميرَ الدكتور/ حسام بن سعود بن عبدالعزيز .. أميرَ منطقةِ الباحة.

أصحابَ السعادة. ضيوفَنا الكرام. آباءَ وأمّهاتِ الخريجينَ والخريجات. أبنائي وبناتي الخريجينَ والخريجات. الحضورَ الكريم..

السّلامُ عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته،

في غمرة ما نعيشه من اعتزازٍ بديننا، وفخرٍ بقيادتنا، وسموٍ بوطننا؛ تعجزُ الكلماتُ عن وصف ما يختلج في نفوسنا بما تحقق لهذا الوطن من آياتٍ سامقة، ومنجزاتٍ متحقّقة، يُشار إليها في مقام المجد، والفخر، والاعتزاز.

في هذا المساء المفعم بعطر الفرح، وعبق الماضي، ونشوة الحاضر، ورؤية المستقبل.. من هنا.. من مسرح مراوة، ومن بين جبال الباحة، ووهادها وقممها، تتعالى أفراحنا، وتسمو آمالنا، وتتهادى أحلامنا؛ فتغدو -بفضل الله- بهجة للناظرين، بمقدمِكم الكريم يا صاحبَ السمو، فلكم مني، ومن الجميع عظيم الشكر والتقدير.

وفي البدء، فباسمي، واسمِ جميعِ منسوبي جامعة الباحة ومنسوباتها، وطلابها وطالِباتها؛ أَتقدّمُ لمقام سيدي خادمِ الحرمينِ الشّريفين الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز، ولصاحبِ السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- بوافرِ الشّكرِ وعظيمِ التّقديرِ والامتنان على دعمهما المستمر، وعنايتهما الدائمة للتعليم بوجهٍ عام، والتعليم الجامعي بوجهٍ خاص. وعظيم الشكر والتقدير لكم -يا صاحبَ السمو- على ما تلقاه الجامعة من رعايتكم الكريمة، ومتابعاتكم المستمرة، وتوجيهاتكم الحكيمة، ويمتد الشكر إلى صاحب المعالي وزير التعليم، على دعمه، ومساندته، وتوجيهاته.

صاحبَ السمو الملكي .. أيُّها الحفلُ الكريم..

إنّ خطوات التقدم تسابق أحلامنا، وتباري طموحاتنا، حتى غدت واقعاً من الشواهد، فقبل عدة سنوات أُطلقت رؤيتنا 2030، وقبل فترة وجيزة صدر تقريرها السنوي 2024 فكان مرآة على ما نشهده من مفاخر نعتز بها، نظيرَ ما تحقّق من مستهدفات تنموية واقتصادية واجتماعية، وتعليمية الأمر الذي انعكس على جميع مناحي الحياة في وطننا الغالي.

وفي ظل هذا الحراك؛ كان لجامعة الباحة حضورها المتميّز -بتوفيق الله أولاً- ثم، بالدعم السخي الذي توليه حكومتنا -أعزّها الله-؛ من تحقيق الكثير من المنجزات الطموحة؛ فمن إعادة بناء هيكلتها؛ إلى اعتمادات لبرامج البكالوريوس والماجستير من هيئة تقويم التعليم والتدريب؛ ومنها إلى تصنيف الجامعة ضمن أفضل الجامعات العربية والأسيوية حسب تصنيف التايمز، يضاف إلى ذلك حصول فريق الجامعة على ميدالية برونزية في معرض ومؤتمر جنيف الدولي للابتكارات والاختراعات. وحصول فريق الجامعة ممثلاً بطلبة كلية الطب على المركز الثاني من ضمن 49 فريقًا مشاركًا، في مسابقة (المهارات السريرية الإكلينيكية)، يرادفها -أيضًا- حصول فريق الجامعة بكلية الطب المشارك في (الجائزة الوطنية لسلامة المرضى) المقدم من المركز السعودي لسلامة المرضى، على الجائزة ضمن مسار طلاب الجامعة والمتدربين، فضلاً عن حصول فريق الجامعة ممثلاً بطالبات كلية التمريض على المركز الثاني ضمن 34 فريقًا مشاركًا، وذلك في مسابقة (البحث الطبي)، وعلى جائزة كليات طب الأسنان ذات الأثر الأعلى في معدل النشر العلمي من المنظمة العالمية لأبحاث طب الأسنان على مستوى كليات طب الأسنان بالمملكة؛ وحصول فريق الجامعة على المركز الثالث على مستوى المملكة في هاكاثون الذكاء الاصطناعي في الجودة الأكاديمية 2025، إضافة إلى منافسة فريق الجامعة المسمى (قلعة بخروش) في مسابقة ساري للأقمار الصناعية، ودخول فريق الجامعة ضمن أفضل الفرق الستة من بين 480 فريقًا على مستوى المملكة.

ذاك غيض من فيض.. في جو مفعم بالعمل المتميز نظير ما يقدمه طلبة الجامعة ومنسوبيها ومنسوباتها من جهود هي محل فخرنا واعتزازنا، مع ما صاحب ذلك من قيام الجامعة بتوقيع الكثير من مذكرات التفاهم والتعاون مع جهات داخلية وخارجية، منها -على سبيل المثال لا الحصر- توقيع مذكرة تفاهم مع المركز الألماني للرئيسيات، ومع المركز الكندي للترفيه والفنون للألعاب الإلكترونية، وجامعة وايدنر وجامعة أوكلاهوما بأمريكا للتعليم والبحث العلمي، ومذكرة تعاون مع شركة IBM في مجال الذكاء الاصطناعي، مع تأسيس مركز (تميز) لتدريب الطلبة على مهارات القرن الواحد والعشرين، ومذكرة تعاون مع شركة Voxel لإنشاء معمل Fab Lab في الجامعة لتدريب الطلبة، ومذكرة تفاهم مع هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) لتعزيز بيئة ريادة الأعمال وخدمة رواد الأعمال بالمنطقة، وأخرى مع المركز الوطني للتعليم الالكتروني للتمكين من الموارد الرقمية.

صاحبَ السمو الملكي .. أيُّها الحفلُ الكريم..

اليوم، وبمعية سموكم الكريم، نزف بكل فخر واعتزاز (4645) خريجاً وخريجة ضمن الدفعة التاسعة عشرة، ونحصد -بحمد الله- ثمار سنوات مليئة بمعاني الجد والاجتهاد؛ ليكونوا لبنة صالحة في مسيرة وطننا، مع أكثر من ثمانين ألف خريج وخريجة، زفّتهم الجامعة على امتداد مسيرتها.

إنّ هذا الاحتفاء بهذه الكوكبة المتميزة مدعاة إلى مزيد من الفخر والاعتزاز بكل خريج وخريجة، بعد أن منَّ الله عليهم بأدوات علمية؛ لينطلقوا مع من سبقهم إلى باحات وطنهم؛ لخدمة دينهم وقيادتهم ومجتمعهم، ويواصلوا رحلة ما نشهده من تقدم وتطور وتنمية.

أما رسالتي لكم، أبنائي وبناتي الخريجين والخريجات فتتمثل في وجوب تمُثل ما اكتسبتموه، من علم، وتعلّم، مع الحرص كل الحرص على أداء واجبكم تجاه دينكم، وقيادتكم، ووطنكم، والقدوة فيما يصدر عنكم من أقوال وأفعال.

كما يجب عليكم استصحاب ما قام بها أباءكم وأمهاتكم من أياد معطاءة، وأدوار جليلة؛ وذلك ببرهما والاحسان إليهما؛ فلهُم منا جميعاً عظيم الدعاء، وجليل الشكر والعرفان.

إن هذا العقد، لم يكن ليكتمل رونقه إلا بتوفيق الله، ثم بالدعم السخي من قيادتنا -أعزها الله-؛ ثم بما أولته جامعتكم من عناية، ورعاية، وحرص، منذ اللحظة الأولى من التحاقكم بها، حتى استوى عودكم -بحمد الله-، إلا بفضل الله، ثم بفضل نخبة علمية متميزة وجهود إدارية رائعة، فعلينا تجاههم واجب الشكر والتقدير.

وقبل الختام؛ يسعدني، باسم الجامعة أن أتقدم بالشكر والتقدير لشركائنا الذين ساهموا معنا في إنجاح هذا الاحتفاء:

• مقام الإِمارة، وأمانة منطقة الباحة والشركة السعودية للكهرباء، وشركة الاتصالات السعودية.
• والشكر والتقدير لجميع الجهات الأمنية والعسكرية والصحية والخدمية التي كان لها حضورها المتميز، ووهجها المضيء.
•  والشكر والتقدير لجميع زملائي وزميلاتي الذين بذلوا جهودهم لإخراج هذا الحفل بحلة قشيبة.

وفي الختام، يشرفني أن أتقدم بكل عبارات الشكر، وعظيم التّقديرِ والامتنان؛ لسموكم الكريم على كريم رعايتكم، وتشريفكم لنا، ومشاركتكم فرحتنا، سائلين الله أن يحفظ لنا قادتنا وأن يديم على وطننا الغالي عزه، وأمنه، واستقرار ..

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.